(JPEG)

على إثر الوضع المأساوي الذي نعيشه نتيجة دخول أزواجنا عمال مناجم جبل عوام في اعتصام مفتوح منذ 4 يوليوز 2007 للدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة، وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل للمشكل القائم ، لازال الصمت بل التواطؤ المكشوف هو سيد الموقف. وباقتراب موعد الدخول المدرسي فان أبنائنا وبناتنا مهددين بالانقطاع عن الدراسة نظرا لظروفنا الصعبة، لهذا كأمهات نناشد كل مناضل ومناضلة وكل الغيورين والشرفاء وكل إنسان يؤمن بحق أخيه الإنسان في العيش الكريم للتضامن والتكافل مع أبناء العمال المعتصمين منذ 4 يوليوز من أجل حقهم في التمدرس .

زوجات عمال مناجم جبل عوام المعتصمين أمام الإدارة المحلية بتيغزى

لائحة التلاميذ مرفقة PDF

تقرير حول نضال عمال مناجم جبل عوام بعد شهر من الإضراب


الاربعاء 5 أيلول (سبتمبر) 2007

نينا ديناميت و فانسان توشالوم

<!—- —–>



حرر هذا التقرير المناضلة نينا ديناميت و المناضل فانسان توشالوم، سائحان فرنسيان بالمغرب ومناضلان بالعصبة الشيوعية الثورية [فرع الاممية الرابعة بفرنسا] من مارسيليا، بعد قضاء عشر أيام بمعتصم مضربي مناجم جبل عوام بالأطلس المتوسط.

عن موقع المناضل-ة

وصلنا إلى قرية تيغزى بعد زوال يوم الاثنين 6 غشت 2007، أي يوم هجوم ” القوات النظامية” على معتصم عمال المناجم واعتقال 13 شخصا. حضور الجيش بارز في الطرقات المؤدية إلى القرية وبجنبات سياج المقاولة حيث قادنا مناضلان من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وعلى الفور تجمع المضربون الحاضرون وأسرهم، زهاء 60 شخصا، لاستقبالنا، والاستماع إلى دواعي زيارتنا وليحكوا لنا كفاحهم. ويقوم مناضل بترجمة مبادلاتنا بالعربية والفرنسية.

ظروف عمل أقرب إلى العبودية

قام العمال، واحدا تلو الآخر، بوصف ظروف عملهم. درجات الحرارة التي تبلغ الخمسين في قعر المنجم، بأجور لا تتجاوز 1800 درهم (180 يورو بينما الحد الأدنى القانوني للأجر يبلغ 2000 درهم)، ومعاشات تقاعد بألف درهم بعد 30 سنة عمل، والساعات الإضافية، الإجبارية لكن غير المؤدى عنها سوى في النادر، وعطل منعدمة. يشرح عامل منجمي كيف اشتغل 365 يوما السنة الفارطة، ويوضح آخرون أنهم يعملون في منصبي عمل ( من الساعة 7 صباحا إلى 3 زوالا ثم من الساعة 3 زوالا إلى الساعة 11 ليلا ) في نفس اليوم. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض العمال يوقعون عقودا على بياض تقوم الإدارة بملئها فيما بعد.

ولا وجود لتغطية صحية بينما تقع زهاء 15 حادثة شغل كل شهر. وثمة 4 أو 5 قتلى كل سنة. ولا يجري احترام شروط السلامة، مما يؤدي إلى الإصابة بصعقات كهربائية( أسلاك كهربائية بشدة 360 فولت، في حالة سيئة، تمر مباشرة فوق الماء)، وتساقط كتل صخرية بفعل المعدات المتقادمة. ولا ُتجدد مستلزمات الوقاية(القفازات كل 3 أشهر، والجزمات كل سنة بينما يلزم ضعف ذلك حسب العمال). وتنتشر أمراض الجهاز التنفسي مثل السليكوز. ويبرز عمال عديدون ندباتهم، وكسورهم غير المعالجة، لكن ليس بالقرية غير ممرض يتعذر عليه الترخيص بالتوقف عن العمل.

المستشفى أغلق الأبواب، واسُتبدل بساحة للعب الكرة يدلنا عليها المضربون بمرارة. وتقودنا مجموعة صغيرة من الرجال والنساء إلى زيارة القرية. أفراد الجيش حاضرون في كل مكان. مررنا قرب مسبح أقيم سابقا للعمال، وأصبح حوضا مليئا بالفضلات حيث تعيش السلاحف. كما أن السلاحف هي الحيوانات الوحيدة التي بقيت حية بالنهر الذي لوثته المواد الكيماوية التي يلقي بها معمل غسل ومعالجة الأحجار المستخرجة من المنجم. مررنا عبر حي سكن المهندسين، حيث المنازل بيضاء محاطة بالحديقة، ثم عبرنا الوادي على جسر بمثابة حاجز رمزي يفصل عن القرية حيث يسكن العمال. دعتنا أسرة عمالية لوضع أمتعتنا ولتناول وجبة. بعد تناول طجين ممتاز التحقنا بمعتصم المضربين حيث قضينا أسبوعا. المعتصم عبارة على خيام معدة بأغصان الأشجار وأغطية. إنها أول مرة تنام النساء خارج البيوت بعدد كبير، وتوجد أفرشتهن على بعد عشرة أمتار من أفرشة الرجال. لكن مع وصولنا اشتدت رغبة النقاش فجاءت النساء للاستقرار في ملعب كرة السلة حيث قضينا الليلة الأولى.

“أرباب العمل والسلطات يحتفلون سوية”

قبل هجوم قوات القمع كان العمال يسدون مدخل معمل الغسل موقفين نشاط منجم جبل عوام. وقبل أيام من ذلك كانوا قد صدوا هجوم كاسري الإضراب، وهم عمال جرى استقدامهم بشاحنة ويؤطرهم مرتزقة جاؤوا لاقتحام حاجز الإضراب.(1) ونتج عن الهجوم إصابة عامل بخصيتيه إصابة أعطاه عنها الطبيب شهادة طبية لمدة ثلاثين يوما. بعدها ، في الخامسة صباحا قام زهاء 100 من عناصر الشرطة المرسلين إلى عين المكان بانجاز العمل القذر. قاموا بضرب أناس نائمين، منهم نساء، وطاردوا العمال في الجبال المجاورة. ثم قامت عناصر الشرطة بتدمير المعتصم وألقت الخيام في النهر، وأخذت كل ما وجدت فيه.

اطلعنا عامل على ورقة تصف بالتفاصيل الأغذية المسروقة أو المدمرة، والتي يطالبون باستعادتها: 5 أكياس قمح، وأكياس بطاطا وخضر، و12 علبة بيض، و53 كوب شاي… اضطر المضربون إلى إعادة بناء المعتصم على مسافة من السابق، تحت أشجار وحيث ترعى أغنام. وقد زاد عدد الذين يقضون الليل بالمعتصم، واستقر به أيضا بضعة أيام أبناء العمال وزوجاتهم.

(JPEG)

كتب المضربون على جدار المقاولة هذا الشعار، مع صورة الملك معتقدين أن ذلك يحمي حركتهم. نزعت عناصر الشرطة الصورة وقامت المقاولة بطلاء الجدار.

يمثل الترسيم مطلب العمال الرئيسي، لأن أغلبهم ” مؤقتون“. أقامت الشركة المنجمية لتويسيت نظام المقاولة من باطن هذا سنة 1996، محدثة فرعين شبحين أو سجيECG و تيغانيمين . وعلى هذا النحو أصبح ثلثا العمال الــ700 ” مؤقتين” لا يطبق عليهم قانون الشغل. يجري تجديد عقد عملهم لفترة بضعة أشهر، وفي الغالب طيلة سنوات. إنهم لا ُيعتبرون من الناحية القانونية عاملين بالمقاولة بل في البناء او في المعمل. وبالتالي فان من يموتون في قعر المنجم يعتبرون متوفين خارج المنجم.

من الأبوية إلى المقاولة من باطن

إن لمناجم جبل عوام تاريخ مديد من النضالات منذ إنشاء الشركة المنجمية لجبل عوام في العام 1955. لكن الإدارة الحالية مافياوية لدرجة أن أسرا عديدة تتأسف على زمن ” الفرنسيين”، حيث كانت الشركة المنجمية لجبل عوام تنهج سياسة أبوية على الطريقة الاوربية”. ” لا سوسييتي” كما يسميها المنجميون وسكان القرية، بنت قرية تيغزى، وتملك كل المنازل بما فيها منزل رئيس الجماعة ومنزل القايد ، و كانت في تلك الفترة تدفع أجرا حتى لفقيه المسجد. وكانت تعطي منحا للعمال الذين حقق أبناؤهم نتائج دراسية جيدة. وبنت مسبحين للعمال مهملين حاليا، وكانت تقوم بصيانة القرية.

توقف هذا الوضع كليا في العام 1993 عندما أعلنت الشركة المنجمية لجبل عوام الإفلاس. الآلات وطرائق استغلال المنجم متجاوزة، وسعر الرصاص منخفض في الأسواق العالمية. أصبح العمال عاطلين بين عشية وضحاها. وخاضوا مع أسرهم نضالات طيلة 3 سنوات، وبالاعتصام بقعر المنجم 52 يوما ( دون صعود إلى سطح الأرض) في العام 1995. وقام صحافيون في تلك الحقبة بتصوير شريط فيديو به مقابلات مع العمال والنساء والأطفال، تمكنت النقابة من إخراجه سريا من الإقليم رغم حواجز الجيش، وأتاح انتشاره التعريف بوضعيتهم (2) . وفي العام 1996 استأنفت الشركة المنجمية نشاطها تحت اسم الشركة المنجمية لتويسيت CMT لكن بنفس مالكي الأسهم الرئيسيين، ومع ميزان قوى لصالح أرباب العمل إلى حد بعيد: لم ُيعد تشغيل مناضلين نقابيين عديدين وأصبح ثلثا الأجراء ” مؤقتين”. علاوة على أن المدير يشغل عددا من أفراد أسرته، قادمين من الجهة الأخرى من جبال الأطلس، كمهندسين وكعمال مرسمين. ولم يشهد المنجم أي إضراب طيلة سبع سنوات، وأصبح فرع الاتحاد المغربي للشغل بين أيدي قادة انتهازيين.

تقدم مناجم جبل عوام إذن نموذجا لإعادة هيكلة نيوليبرالية لموقع صناعي. إن كان التحول قد تم في أماكن أخرى تدريجيا، حسب موازين القوى، فان إغلاق المنجم بين العامين 1993 و1996 قد أتاح إجراء تغيير أعنف لوضع العمال.

المؤقتون يواجهون الشركات متعددة الجنسية

خاض المؤقتون في العام 2005 إضرابا دام أسابيع عدة، حصلوا بعده على ضمانات أكبر بوجه التسريحات التعسفية. وبعد هذا الإضراب انسحبوا من الاتحاد المغربي للشغل، النقابة الرئيسية منذ الاستقلال، والتي أصبح قادتها بالمنجم فاسدين بالمكشوف، وأسسوا فرعا للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وهي أيضا نقابة بالغة التبقرط لكنها توفر لهم حرية عمل أكبر محليا. يحصل العمال المرسمون على أجور تبلغ بالأقل ضعف ما يحصل عليه المؤقتون، ويعملون، حسب المضربين، بأماكن عمل أقل خطورة. ويجري انتقاؤهم من المؤقيتن الأكثر خضوعا، والمرتبطين في الغالب مع تراتبية الإدارة بعلاقات عائلية، وهم منظمون نقابيا في الاتحاد المغربي للشغل. وفي العام 2006 بعد إضراب بمنجم سيدي أحمد ، على بعد بضعة كلمترات من جبل عوام، والمستغل أيضا من طرف أوسيجي، قسم مسؤولو الشركة المنجمية لتويسيت المستخدمين بخلط مؤقتي أوسيجي و الأجراء المرسمين لدى الشركة المنجمية لتويسيت.

بدأ المضربون بداية يوليوز 2004 وعددهم 300. أغلبهم مؤقتون تابعون لأوسيجي بجبل عوام التي تستغل مناجم الفضة والرصاص والزنك. لكن ثمة أيضا مضربون ضمن المرسمين. جرى طرد 14 منهم منذ بداية الإضراب بمبرر” خطأ جسيم” و” عرقلة حرية العمل“، بسبب مشاركتهم في حاجز الإضراب. في بداية الحركة أدى المضربون القسم على المصحف في جمع عام للبقاء متحدين حتى النهاية. وبسرعة أغلقت الإدارة المنجم وأحالت الجميع على بطالة تقنية، ثم أعادت فتح المنجم بعد تدخل الجيش ضد حاجز الإضراب. آنذاك استأنف أربعة أو خمسة من المرسمين المضربين العمل، خائنين بذلك القسم المشترك، ومنهم العامل الذي اختاره المضربون إماما لصلواتهم في المعتصم.

يشعر المضربون الذين حكوا لنا هذا الحدث بمرارة لكنهم لا يحقدون. هددت الإدارة الذين استأنفوا العمل بالطرد علما أن لهم أسر يعيلونها. وتراهن الإدارة على القمع وعلى تعفن الوضع رافضة أي تفاوض منذ أكثر من شهر إضراب. يوم 6 غشت – يوم التدخل القمعي ضد حاجز المضربين- أعلنت شركة نور إيست Nord Est بيع الشركة المنجمية لتويسيت لصالح شركة يتحكم بها صندوق الاستثمار تروفل كابتال بشراكة مع صندوق الاستثمار Maroccan Infrastructure Fund بمبلغ 38.3 مليون يورو. سعينا إلى البحث في انترنت عن هذه الصناديق الاستثمارية لإعلام المضربين حول أسيادهم الجدد لكن دون نتيجة.

لقد تعلمنا الكثير في هذا الأسبوع إلى جانب العمال المنجميين. أولا بصفتنا مناضلين لنا تجربة مباشرة طلابية أساسا، شهدنا بالملموس ما يمثله نزاع شغل للعمال الأشد فقرا. بعض العمال يسمون الاضراب بلفظ فرنسي ” لاكريز” أي الأزمة. إنها حركة مغايرة جدا للحركات ضد عقد الو تشغيل CPE بفرنسا، رغم أن المواجهة مع القوات النظامية في ربيع 2006 لم تكن دوما بهيجة . إنها المرة الأولى التي تمكنا فيها من معاينة إضراب عمالي من داخل ( رغم أن أقلية من المضربين تتقن الفرنسية، كان أغلبهم يفهمها، وغالبا ما كانت النقاشات تترجم لنا، وقد حاولنا تعلم القاموس العربي المغربي والامازيغي. لقد تأثرنا بحس الكرامة لدى أسر العمال المنجميين، الأميين أحيانا والذين ينظر إليهم “المتعلمون” بتعجرف لكن لهم وعي لا تشوبه شائبة بأن النضال الجماعي هو موردهم الوحيد.

قيادات نقابية ُمفسَدة

كما تعلمنا الكثير حول مشكل النقابات المغربية. يوم الأربعاء 8 يونيو جاء رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب للقاء المضربين. رجل متكرش و بزي الأثرياء ينزل من سيارة مرسيديس سوداء بزجاج ملون، جرى استقباله بشعارات النصر لأن معتقلي يوم الاثنين أُفرج عنهم. غالبا ما تكون الشعارات معبرة جدا، حول حقد مدير المنجم، والتضحية، حتى بالدم وحتى الموت، التي يبدي المضربون الاستعداد لها، وغالبا ما ُتردد الشعارات مع التصفيق، بما فيه من طرف النساء والأطفال، قرابة زهاء ساعة قبل كل تجمع. لكن البيروقراطي أشاع الصمت بسرعة، ووسط الحشد بدأ خطابه.

بعد الصيغ الدينية المعتادة، أشار إلى أنه سيتحدث بإيجاز، وأنه سيترك الكلمة لزميله من الاتحاد الجهوي- وكرر ذلك مرات عديدة خلال تدخله الذي دام ثلاث أرباع الساعة. الكثير من الكلمات، والصيغ الطنانة، والعبارات الإنشائية، والحركات الُمفخمة، لكن دون أي اقتراح ملموس في النهاية سوى يقينه من أن الملك إلى جانب المنجميين، وأنه كان يجهل الوضع حتى اللحظة، وأن القضية ستناقش مع الوزير الأول، وأن السلطات ستتدخل، وأن النتائج ستتحقق بعد أربعة أيام،. وبعد أربعة أيام لا شيء من ذلك طبعا .

لم ُيسمح لأي منجمي ولا لأي مناضل بتناول الكلمة ، لكن المضربين فرضوا أن ُيتاح لنا الكلام، بصفتنا نقابيين قادمين من فرنسا للتضامن. لم يكن سهلا التدخل في ذلك السياق، حيينا إضراب المنجميين، وتحدثنا عن مسؤولية الشركات الأوربية متعددة الجنسية، وعن التضامن الأممي الذي لاغنى عنه ضد أشكال تقسيم العمال. وأكدنا على ضرورة تنظيم مظاهرة احتجاج في خنيفرة المدينة المجاورة، مظاهرة متعددة القطاعات كما يقال في فرنسا لفك العزلة عن المنجميين. وفي الختام صرحنا أننا اكتشفنا مغربا آخر، مغربا مغايرا لمغرب الإعلانات السياحية والخطابات الرسمية. كان مستحيلا ذكر اسم الملك لكن النية كانت قائمة.

التقط البيروقراطي قصدنا، لأنه رد فورا باللغة الفرنسية بأن ليس ثمة غير مغرب واحد. علمنا فيما بعد انه عضو بحزب الاستقلال وقريب لإحدى الأميرات. وتمكنا من الرد بأن ثمة فعلا مغربان، مغرب الأغنياء ، ومغرب الفقراء، ولاحظنا حركات رؤوس المضربين المؤيدة لكن المسؤول النقابي هاجمنا بعنف حول كوننا لسنا منتدبين من نقاباتنا، وهذا صحيح لأننا ذهبنا إلى المغرب في عطلة. لكنه نجح بتلك الطريقة في تفادي الجواب حول تنظيم مظاهرة بالمدينة. و تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات وشيكة ( مطلع سبتمبر)، وكل الأحزاب المرتبطة بالنظام السياسي الرسمي [ المخزن] تنظر إلى الإضراب بعين غير راضية. ناقش المضربون فكرة أن يرسلوا جماعيا بطاقاتهم الانتخابية إلى السلطات ليبرزوا أنهم غير ممثلين بالاقتراع. كان المضربون الذين تناقشنا معهم مدركين جيدا لدناءة قياداتهم النقابية لأنهم اضطروا إلى مغادرة الاتحاد المغربي للشغل الذي لم يكن يدافع عن المؤقتين، ولأن مسؤولي الاتحاد العام للشغالين لا يقدمون فعلا أي دعم فعال، لكنهم بحاجة إلى النقابة لتنظيم صفوفهم. وليس ثمة حزب يثقون فيه.

نقاشات على ممر النضال

حاولنا طيلة الأسبوع إقناع المضربين بالبحث عن دعم من خارج معركتهم، لأنه بدا لنا أنه يتعذر على300 عامل منجمي ( من 700)، أغلبهم في وضع هشاشة، أن ينتصروا وحدهم. يبدو مخاطبينا متفقين دوما حول المبدأ، لكنهم يطرحون المصاعب. فأوجه الشقاق عديدة مع المرسمين: عندما التقينا بعضا منهم في مقهى المدينة، حيا المضربون الذين يرافقوننا زملاءهم بلطف لكنهم لم يفاتحوهم في موضوع الإضراب. أما سكان المنطقة، وأغلبهم فلاحون أو عاطلون، فيمكن ربط الصلات بهم لكننا لم نتمكن من الإقناع بتنظيم أنشطة تحسيس. ثمة طبعا الخوف من قوات القمع التي تمنع توزيع المناشير وتعليق لافتات أو التظاهر بعدد قليل. ولا شك أن ثمة أيضا انقسامات عائلية وقبلية تحد من أشكال التضامن الجهوية. على كل حال لم يكن تحقيق تحالف العمال والفلاحين سهلا. .. ويوم مغادرتنا للمعتصم أعددنا لافتة كبيرة باللغات الفرنسية والعربية والامازيغية بشعار:” العمال المتحدون لن يُهزموا أبدا” أعطيناها للمضربين. كما ناقشنا مع بعض المناضلين الذين جاؤوا لزيارة المنجميين، منهم نقابيون من قطاعات أخرى، ومناضلون من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والنهج الديمقراطي ، وجريدة المناضل-ة [أنصار الأممية الرابعة]، وطلاب ماويون، ومناضلون أمازيغيون… وتواعد معنا هؤلاء في كاراكاس في ندوة دولية من أجل عولمة بديلة في الخريف. كانت المبادرة المغربية الرئيسية في متم شهر يوليوز في شكل قافلة تضامن شارك فيها زهاء أربعين شخصا، قادمين من مدن عديدة لتقديم دعم مالي ومساندة. وبالمقابل انتقل عنصران من المضربين في مطلع شهر غشت إلى أكادير للقاء نقابيين في القطاع الزراعي، وكذا شباب مناضل من جمعية أطاك المغرب خلال جامعتهم الصيفية. لكن تنقص تقاليد التضامن بين القطاعات العمالية. وقد أعاد هذا إلى تفكيرنا تجربة النادي العمالي للتوعية والتضامن التي قدمها لنا الرفاق الذين التقينا معهم في أكادير، وأدركنا أهمية هذا النوع من المبادرات لمساعدة المناضلين والمناضلات العماليين على التنظيم. في المساء كانت النقاشات السياسية مع العمال المنجميين غنية (3). ُتطرح علينا أسئلة كثيرة حول فرنسا، وأجور العمال، وقوة النقابات، والحركة النضالية ضد فقد أول تشغيل، والتمرد بالأحياء الهامشية، وساركوزي.. شرحنا كيف أن المناجم أغلقت بفرنسا، مثل صناعات أخرى عديدة، جزئيا بسبب ارتفاع كلفة اليد العاملة. فبعد أن حسن العمال الفرنسيون شروط عملهم بفضل نضالات مديدة، غادر أرباب العمل لممارسة الاستغلال في جهات أخرى. أدركنا آنذاك أن تضامننا ليس عطفا إنسانيا بل ضرورة فرضتها المنافسة التي أُدخلت بين العمال على صعيد عالمي. كما تحدثنا عن الملك، بصوت منخفض، وبكيفية غير مباشرة، وعن لاأزليته بالحكي عن الثورة الفرنسية والثورة الروسية، ثم احتلال المصانع في 1936. وجرت ترجمة تدخلاتنا – رغم أن الحركة المشيرة إلى لويس السادس عشر تحت المقصلة موحية، وكانت تفضي إلى تبادل للآراء مديد مع المضربين.

الروح الاممية

كان امتنان المنجميين لزيارتنا بلا حدود. هذا رغم أننا لم نقم، بنظرنا ، سوى بقضاء عطلة استثنائية، فلا شك أننا حققنا حلم كثير من الشباب المناضل. كان دورنا في النضال رمزيا في المقام الأول، بصفتنا نقابيين قادمين من فرنسا، لكننا ندرك أن بوسعنا أن نكون أكثر نفعا في فرنسا، لإعداد الدخول بوجه ساركوزي طبعا، وللتضامن أيضا مع مناضلي جبل عوام.

إننا نلتزم إذن ببناء تضامن ملموس، مالي أولا، بين النقابات الفرنسية وعمال المناجم بالمغرب. تمثل نفقات تغذية المضربين بالمعتصم زهاء 500 درهم [ 50 يورو] في اليوم، دون حساب الدعم العيني الذي تقدمه الأسر بالقرية. وبوجه خاص يقترب الدخول المدرسي، وبدون دعم مالي سيضطر المضربون إلى استئناف العمل في هذه اللحظة لمواجهة نفقات المدرسة، ناهيكم عن اقتراب شهر رمضان المكلف هو أيضا للأسر الفقيرة. القانون المغربي يصعب تمويل الجمعيات بالاكتتاب أو الهبات، فعين المضربون أحدهم كي يتلقى الدعم. كما يمكن أيضا إرسال لوازم الدراسة لأبناء المضربين.

نريد ترويج المزيد من المعلومات حول هذه المعركة، وهذا ما يسعى هذا التقرير إلى الإسهام فيه. وأخيرا نتطلع إلى تنظيم حملة تضامن أوسع قدر الإمكان، بارتباط مع التشهير بما تمارس الدولة المغربية ضد كل احتجاج في الآونة الأخيرة. نفكر في تنظيم متحدات دعم، واستقدام وفد من المضربين لتقديم شهادات عن نضالهم ولقاء نقابيين فرنسيين.

في المساء الأخير اقترحنا أن تكتب لجنة من المضربين رسالة مفتوحة إلى عمال فرنسا والعالم، تجدون نسخة منها مع هذا التقرير. وأخيرا طلب منا المضربون أمرا أخيرا قبل المغادرة، طلبوا منا أن نبدأ كل نقاش مع أصدقائنا في فرنسا بهذه الصيغة:” عمال مناجم جبل عوام يحيونكم“. إذا ساهم نشر هذا التقرير في إطلاق حملة تضامن في مارسيليا وفي فرنسا، وتعزيز تعارفنا والعلاقات بين الحركات العمالية والاجتماعية بضفتي البحر المتوسط، فإن مقامنا بجبل عوام قد نفع.

فانسان و نينا ديناميت

تعريب جريدة المناضل-ة

===============

Appel des grévistes de la mine de Jbel Aouam, Maroc

Au nom de Dieu, le clément, le miséricordieux, nous envoyons nos salutations militantes à tous les ouvriers de France et du monde.

Camarades

Depuis le 4 juillet 2007, les ouvriers de Jbel Aouam ont entamé une lutte contre la politique arbitraire d’oppression appliquée par le patronat

Depuis 1996, date du redémarrage de l’exploitation des mines, le patronat ne cesse d’employer des méthodes illégales qui mettent les ouvriers dans des conditions difficiles avec :

- l’absence de conditions de sécurité
- l’absence de couverture sociale
- des salaires de misère
- pas d’embauche des ouvriers employés par des sous traitants
- aucun avantage social pour les familles des mineurs
- extension de la pollution
- déviation des cours d’eau souterrains et pollution des nappes phréatiques à cause des travaux miniers

Nous demandons votre soutien car tous ensemble nous pouvons battre la mondialisation libérale pour que la classe ouvrière gagne son droit à une vie digne pour un meilleur avenir

Salutations militantes

Jbel Aouam, le 10 août 2007

===============

للتواصل حول جبل عوام:

 

vincent.seattle@laposte.net – 06 20 60 65 93

 

لمزيد من المعلومات:

 

مدونة الكترونية حول جبل عوام : https://jbelaouam.wordpress.com

 

صور قافلة التضامن في يوليوز 2007

 

http://picasaweb.google.com/chloe.rabat/GrVeDesMineursDeJbelAwamMoyenAtlas?authkey=aoxZ6WPXBaw

 

موقع جريدة المناضل-ة : http://www.almounadil-a.info

لتحميل من موقع جريدة المناضلة :

http://www.almounadil-a.info/article1173.html

أدت ظواهر التبقرط التي نخرت جسم الاتحاد المغربي للشغل، وفشل محاولات التقويم، الى وقوع الحالة التنظيمية لعمال مناجم جبل عوام بين أيدي نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وقد أبانت تجربة الإضراب والاعتصام الجاريين منذ شهر ونصف شهر أن الوضع النقابي لم يتحسن على مستوى قيام الاتحاد النقابي بواجباته الأساسية بما هو اتحاد وطني يضم قطاعات عمالية عديدة، ويسير وفق خطة موحدة.

<!–

منذ انطلاق الإضراب يوم 4 يوليوز 2007 والأيام تلو الأخرى تمضي دون أن تصدر عن القيادة العليا للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أي بادرة لنصرة حقيقية للعمال المناضلين.

فقد عانى نضال العمال، على صعيد الإعلام، من نقص في التعريف به ومتابعة أطواره وفق منظور نضالي يتوخى نيل دعم أوسع شرائح العمال والكادحين، فكان أكثر ما كتب عن منجميي جبل عوام من طرف جرائد لا تخفي تأييدها لطبقة أرباب العمل ولسياسة الدولة التي هي المسؤول الأول عن مآسي العمال وأسرهم. و كالعادة كانت مقالات الصحافة البرجوازية [الصباح، الأحداث المغربية …] مطبوعة بنبرة الإشفاق على العمال باستعراض أوجه حالتهم المزرية دون توجيه أصابع الاتهام إلى الطبقة المسؤولة عنها، وبنشر أوهام انتظار الإنصاف من جهة ليست غير الجهة الظالمة ذاتها.

وعلى صعيد المساندة الفعلية للمضربين لم تقم قيادة الاتحاد العام للشغالين بأي تحرك من اجل شن إضرابات تضامنية في قطاع المناجم ولا في غيره، جهويا ووطنيا على السواء. ولم تفعل أي شيء اتجاه النقابات الأخرى بقصد نصرة المنجميين. كما لم تبذل أي جهود لتنظيم حملة وطنية لدعم العمال ماديا، لا سيما بعد أن اتضح أن رفض إدارة الشركة لأي تفاوض سيؤدي إلى تمديد حركة الإضراب مدة أطول سيحتاج معها المعتصمون إلى مقومات صمود مديد على رأسها الدعم المالي.

ورغم أن كادحي منطقة المنجم [مريرت ونواحيها] يعانون مشاكل كثيرة بفعل سياسة الدولة المسببة لأوضاع الفقر والتهميش، مشاكل تجعلهم مؤهلين للتضامن مع العمال، وحتى النضال المشترك معهم، لم تقم قيادة الاتحاد العام للشغالين بأي خطوة في اتجاه بناء تعبئة شعبية مناصرة للعمال المنجميين.

فما الذي يمنع تنظيم تجمع تضامني بمريرت وبخنيفرة، وحتى بمقرات الاتحاد العام للشغالين بكل مدن المغرب؟ وما الذي يمنع استعمال المناشير لإيقاظ قوى النضال الكامنة في الشعب الكادح؟ لماذا لا يُطبع من مناشير التعبئة لنصرة العمال قدر ما ُيطبع لأغراض الانتخابات إلى مؤسسات الديمقراطية الزائفة؟ كما لم يستعمل المكتب التنفيذي للاتحاد العام لشغالين شبكة علاقاته الدولية لإنجاح حملة تضامن دولي مع منجميي جبل عوام، تقوم بها نقابات عمال المناجم بوجه خاص للضغط على حكومة المغرب،وعلى الشركة الفرنسية المالكة للمنجم.

فماذا كان يتطلب الاتصال بنقابات العالم ولم يكن بوسع المكتب التنفيذي للاتحاد العام ؟ عناوين النقابات بالبريد الالكتروني أم ماذا؟

ظلت القيادة الوطنية للاتحاد العام للشغالين مكتوفة الأيدي بينما طوق رب العمل و الدولة يشتد على العمال حتى بلغ مستوى التعدي عليهم بعصابة مسخرة، ثم بقوات القمع و جرهم الى السجن والمستشفى. لا بل ألغت تلك القيادة الخطوة التضامنية العملية الوحيدة التي كانت ستقدم عليها. فقد جاء في بيان المكتب التنفيذي يوم 6 غشت 2007 أن” المنظمة رضخت إلى إلغاء التجمع التضامني الذي كان سيحضره الكاتب العام للمنظمة من اجل العمل على التوصل إلى حل للمشكل”.

فمتى يا قادة العمال كان إلغاء التجمعات التضامنية مع إضرابات العمال سبيلا إلى حل مشكل العمال، ألا ترون أنه بالعكس يوفر لأعداء العمال شروط الانتصار. جاء في البيان ان القيادة رضخت لجهة ما وألغت التجمع التضامني، ولماذا لم ترضخ لما يريده العمال أي تنظيم التجمع التضامني وأشكال التضامن الأخرى؟ إن إلغاء تجمعات عمالية فك للتعبئة، وهذا بالضبط ما يريده المعتدون على حقوق العمال.

وحتى بعد وقوع الهجوم القمعي على العمال، الهجوم الذي أوضح خطأ إلغاء التجمع التضامني، وكشف حتى للأعمى نوايا الشركة والسلطة، لم يجد المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب من وسيلة لنصرة العمال غير ” الاحتفاظ لنفسه باتخاذ جميع المواقف التي تحد من هذه التصرفات التي تعكس بجلاء عدم المصداقية في التعامل مع الحقوق المشروعة والطبيعية للشغالين المغاربة”.[ نص البيان]

ألن يكون هذا “الاحتفاظ باتخاذ جميع المواقف،،، الخ” مجرد كلام لستر الامتناع عن الخطوات العملية لمساندة عمال مناجم جبل عوام المضربين وأسرهم التي بقيت بلا خبز منذ خمسة و أربعين يوما و التي ستواجه بعد أسابيع قليلة أعباء الدخول المدرسي وشهر رمضان بلا أدنى قدرة مالية؟ إن الوسيلة الوحيدة التي ستجعل العلاقة بأرباب العمل والسلطة شيئا آخر غير “حوار اجتماعي مناسباتي تدجيني”، كما سماه المكتب التنفيذي للاتحاد العام ذاته، هي التعبئة و حشد قوى العمال بمختلف القطاعات وعلى صعيد وطني، ومد جسور التعاون مع منظمات النضال الأخرى من نقابات عمالية و حركة المعطلين وجمعية حقوق الإنسان.

ان بيان الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حول الهجوم على عمال جبل عوام شهادة على أن قيادة هذه النقابة لا تهتدي بالقواعد الأساسية لعمل نقابي حقيقي: قواعد الاعتماد أولا وأخيرا على قوة العمال وحلفائهم الكادحين، والسعي بكل الوسائل لتجمع تلك القوة وتحركها. يجب أن تكون هذه التجارب المريرة حافزا إضافيا لمناضلي طبقتنا لمضاعفة جهود بناء النقابات العمالية على أسس نضالية حقيقية وديمقراطية، أسس رفع وعي العمال وإمساكهم بزمام أمورهم بأنفسهم.

لقد برهن هؤلاء المناضلون، بمبادرات بسيطة لكنها ملموسة [قافلة 22 يوليوز2007 ]، أن تضامنا حقيقيا ممكن، وان تردي الوضع النقابي ليست قدرا محتما، وأن الرضوخ لسياسة البروقراطيات النقابية لا يخدم بأي وجه مصالح العمال الآنية، ناهيك عن مصلحة تحررهم النهائي من نير الرأسمال. لذا سيواصل هؤلاء المناضلون رفع راية الاستقلال عن البيروقراطيات، راية الدفاع حتى النهاية عن مصلحة العمال، ولا شيء غير مصلحة العمال.

وسيلتهم في ذلك تجسيد خط النضال الطبقي في ممارسة لصيقة بواقع العمال ونضالاتهم، ممارسة تضامنية ميدانية تعيد الربط مع تقاليد النضال العمالي الحقيقية التي طمستها عقود التسلط البيروقراطي والتعاون مع البرجوازيين ودولتهم. لا شك أن خطوات هؤلاء المناضلين ستدخل تاريخ النضال العمالي بالمغرب بصفتها بداية انتشال الحركة النقابية من وضع التردي الذي سببته عقود من التسلط البيروقراطي والهيمنة الليبرالية على حركة العمال والجذرية السلبية. فإلى أمام دوما على طريق بناء أدوات نضال الطبقة العاملة بناء ديمقراطيا وكفاحيا.

م. ب

19غشت 2007

تدارس المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في اجتماع طارئ عقده بالدار البيضاء يوم الاثنين 6 غشت 2007 الأحداث العنيفة والكارثية بدائرة الحمام بمريرت ناحية خنيفرة ، والتي أدت إلى إصابة عدد كبير من العمال بجروح بليغة ، وكذلك اعتقال 13 عاملا نتيجة الهجمة الشرسة وغير المبررة التي قادتها عناصر من قوات التدخل السريع ، وذلك خدمة لإدارة العمل في محاولة لفض الاعتصام الذي استمر منذ 4 يوليوز الفارط .

هذا في الوقت الذي تدرك فيه السلطات المحلية حقيقة الجهود التي بذلتها المنظمة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الجهوي أو المركزي، من اجل عقد جلسة حوار مع الإدارة لإنهاء المشكل. وبعد حضور الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والكاتب الجهوي والإقليمي، وممثلي العمال لدى السيد عامل الإقليم الذي كان مرفوقا بجميع رؤساء المصالح، امتنعت الإدارة عن الحضور رافضة أي حوار وأي مناقشة… وبقي الأمر معلقا نتيجة لتصرف إدارة المعمل. كما انه تم اتصال السلطات المركزية بوزارة الداخلية، ورضخت المنظمة إلى إلغاء التجمع التضامني الذي كان سيحضره الكاتب العام للمنظمة ومن اجل العمل على التوصل إلى حل للمشكل.

والمكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب يعتبر التدخل العنيف ضد العمال تواطؤا مكشوفا وانحيازا كاملا ضد العمل النقابي، وغضا تاما للطرف عن الخروقات التعاقدية لهذه المؤسسة، سواء مع السلطة نفسها أو مع المسؤولين النقابيين. وهو حادث خطير يكشف أن العجز عن فرض حوار عادل يتم تعويضه بالقمع والتنكيل من اجل إسكات ذوي الحقوق والتحريض على ضرب العمل النقابي.

والمكتب التنفيذي، بعد استعراضه لمختلف الهجمات التي يتعرض لها العمل النقابي، سواء اليوم في مؤسسة جبل عوام، أو بالأمس أمام بنك المغرب، أو في غولف دار السلام، أو ما يتبع ذلك من ضغط لقبول الأمر الواقع في الضمان الاجتماعي أو اتصالات المغرب، وكذلك من إتلاف وتأجيل لقبول المكاتب النقابية لدى السلطات الإدارية ، يؤكد ما يلي:

1– أن العمل النقابي لم يخلق لحوار اجتماعي مناسباتي تدجيني لإعطاء صورة ليست هي الحقيقية عن الاعتبار الذي يحظى به العمل النقابي الذي أصبح مستهدفا من قبل عقليات لا علاقة لها بالبعد الذي رسمه جلالة الملك محمد السادس والمتعلق بالمقاولة المواطنة التي هي الضمان للتنمية المستدامة وليست المقاولة الانتهازية الظالمة.

2– إن الاتفاق حول مضامين مدونة الشغل لم تعد الدوائر الرسمية تضمن إلا البنود المتعلقة باستعمال العنف لمناصرة بعض أرباب العمل الذين يعيثون في الأرض فسادا ويفعلون ما يشاؤون.

3– إن تقدير واحترام مبادئ الحرية وحقوق الإنسان لا وجود له في البعد الاجتماعي لكون الحركة النقابية ما تزال تحت ضغط عقليات سنوات الرصاص والقمع.

4– إن النقاشات الدائرة ، والإجراءات المصاحبة في مجال التغطية الصحية، أو السكن الاجتماعي، لا فائدة منهما إذا لم تتوفر ضمانات الاستقرار في الشغل وفي علاقات العمل. والمكتب التنفيذي لاتحاد العام للشغالين بالمغرب يحتفظ لنفسه باتخاذ جميع المواقف التي تحد من هذه التصرفات التي تعكس بجلاء عدم المصداقية في التعامل مع الحقوق المشروعة والطبيعية للشغالين المغاربة.

وينبه إلى خطورة استمرار الوضع كما و عليه، ويدعو إلى التدخل العاجل لإثبات حسن النوايا – إن ما كانت ما تزال- قبل فوات الأوان.

المصدر : جريدة العلم” العدد 20803- الأربعاء 8 غشت 2007

يواصل عمال منجم عوام اعتصامهم المفتوح لأزيد من أشهر حيث وضعوا ملفهم المطلبي لدى الشركة منذ شهر يناير 2007 دون التوصل بأي رد أو الدعوة إلى الحوار.

وتتلخص أهم نقط الملف المطلبي في :الترسيم +الرفع من الأجور+ تحسين ظروف العمل+ التأمين عن الأخطار+ التطبيب + التعويض عن الساعات الإضافية الإجبارية ونقط عديدة أخرى.

هذا في الوقت الذي تصل فيه أرباح الشركة المستغلة للمنجم إلى مايزيد عن 40 مليار سنتيم صافية في السنة – حسب تصر يحات العمال-. والحديث عن اكتشاف معدن الذهب بالمنطقة.

وفي تطور خطير للأحداث تعرض العمال المعتصمون صباح هذا اليوم الاثنين 6 غشت 2007 على الساعة الخامسة صباحا إلى هجوم من طرف فلول القوات المساعدة والدرك الملكي وقائد المنطقة وهم نياما. و نقل على إثر الهجوم 4 عمال منهم امرأة إلى المستشفى الإقليمي بخنيفرة واعتقل 14 عاملا من طرف الدرك الملكي بخنيفرة وهم رهن الاعتقال. وقد قام وفد من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة بزيارة المعتقلين لدى الدرك الملكي بخنيفرة سمح على إثر الزيارة للعائلات بمد المعتقلين بالطعام والسجائر دون تمكيننا من رؤيتهم.

وبعد ذلك انتقل مكتب الجمعية إلى قرية تيغزى المنجمية- 40 كلم على خنيفرة – لتقديم الدعم والمؤازرة للعمال وعائلاتهم و أصدر على إثر الهجوم القمعي للقوات العمومية البيان التالي:

1 – إدانته للهجوم القمعي الغادر الذي تعرض له العمال على الساعة الخامسة صباحا.

2– إدانته للهجوم المماثل الذي استهدف العمال 3 أيام قبل ذلك من طرف أحد الأشخاص الذي يشتغل مقاولا وممثلا نقابيا وعاملا سابق بالمنجم وعضوا في جماعة العدل والإحسان بإشهاره الساطور في وجه العمال – يوجد أحد ضحاياه بالمستشفى بمكناس – 3 – تضامنه المطلق مع العمال في ممارسة حقهم المشروع في الإضراب.

4– مطالبته بالإطلاق الفوري لسراح العمال المعتقلين.

5– مطالبته بفتح تحقيق في الهجومات المشار إليها وتقديم المعدتين إلى العدالة .

6– مطالبته السلطات المحلية بالتدخل من أجل فتح حوار بين الباطرونا وممثلي العمال و دفعها – الباطرونا- إلى الاستجابة إلى مطالبهم المشروعة والعادلة.

7– دعوته كل القوى الحقوقية والديمقراطية والمدافعة عن الطبقة العاملة إلى مساندة ومؤازرة العمال في محنتهم.

عن المكتب

خنيفرة في 06/ غشت/2007

شهدت مناجم جبل عوام( تغزى) هجوما غادرا وجبانا من طرف الأجهزة المخزنية القمعية بإقليم خنيفرة يوم الاثنين سادس غشت 2007 على الساعة الخامسة صباحا والذي استهدف العمال المعتصمين بالمنجم والذين تتلخص مطالبهم حسب بيان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة في:

– الترسيم.

- الرفع من الأجور.

-تحسين ظروف العمل.

-التامين على الأخطار.

– التطبيب و التعويض على الساعات الإضافية الإجبارية …. وقد أوقع الهجوم الجبان أربعة جرحى في صفوف العمال ضمنهم امرأة واعتقال أربعة عشر عاملا تم الإفراج عنهم فيما بعد . وعلى اثر ذلك عبرت كل من اللجنتين التحضيريتين للنهج الديمقراطي والجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بميدلت وبتنسيق مع الجامعة الوطنية للتعليم فرع ميدلت عن مايلي:

– تضامنها اللامشروط مع عمال مناجم جبل عوام وأسرهم حتى تحقيق كل مطالبهم العادلة والمشروعة.

-استنكارها الشديد للهجوم المخزني الجبان الذي استهدف عمال مناجم جبل عوام بعد أن تم الهجوم على قوتهم اليومي من خلال حرمانهم من ابسط حقوقهم (التعويض على الساعات الإضافية الإجبارية،التطبيب…..)

– مطالبتها الجهات المسؤولة بفتح تحقيق نزيه لتحديد المسؤوليات حول ما يتعرض له العمال من تنكيل ورفس من طرف الأجهزة القمعية وخاصة ما وقع ب 6 غشت2007 بمناجم جبل عوام.

-مطالبتها الجهات المسؤولة بفتح حوار جاد و مسؤول مع العمال والاستجابة لمطالبهم المشروعة بعيدا عن كل تسويف و تماطل.

– واخيرا تحيي عاليا كل القوى الديمقراطية المحلية المتبعة لأطوار هدا الملف (الحقوقية منها والسياسية والنقابية) وعلى رأسها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع خنيفرة وتدعوا إلى شن حملة تضامنية واسعة دعما لنضالات عمال مناجم جبل عوام.

الى الرفاق العمال في جبل عوام [ منطقة خنيفرة – المغرب]

نعلن لكم تضامننا الكلي كحركة سياسية في هولندا – حزب السياسة البديلة الاشتراكية- مع نضالكم وصمودكم من اجل تحقيق مطالبكم المشروعة ، ونندد بالتدخل القمعي لاجهزة الامن المغربية الذي تسبب في جرح واعتقال العديد من العمال . تحية نضالية

حزب السياسة البديلة الاشتراكية

18 غشت 2007

لقد نشرنا في موقعنا الالكتروني مقالا عن اضرابكم واعتصامكم بعنوان ” نساند عمال مناجم جبل عوام” ، الموقع باللغة الهولندية

في سياق التطورات الخطيرة التي تستهدف المعركة البطولية التي يخوضها عمال مناجم جبل عوام المعتصمين بتيغزى مند 04/07/2007 دفاعا عن حقوقهم العادلة والمشروعة ، التي بدأت بمؤامرة محبوكة ومدروسة بين أعداء العمال( إدارة الشركة المنجمية لتويسيت ، السلطات المحلية، الجناح الانتهازي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل ) يوم الجمعة 03/08/2007 باستقدام عصابة تتكون من 17 شخصا بقيادة عضو جماعة العدل والإحسان بمريرت سلاك المصطفى مهاجمة المعتصم في محاولة لتكسيره بعدما تبين للادارة ان صمود العمال لن يلين ، تم اليوم الاثنين 06/08/2007 على الساعة الخامسة صباحا هجوم وحشي على المعتصم من طرف قوات القمع خلف العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة نقل على إثرها البعض بسيارة إسعاف الوقاية المدنية لمريرت إلى المستشفى كما تم اعتقال مجموعة من العمال عرف منهم لحد الساعة الأسماء التالية: وزالي علي ، كسيت محمد ،إسماعيل العمراني ، اجعايبي حمادي ، بوستة يوسف ، العقاوي مولاي علي ، بولحفة إبراهيم ، اشيبان حميد ، بوحوت نجم ، اوراغ لحسن ، زرابي محمد …الدين يوجدون حاليا لدى الشرطة القضائية بخنيفرة PG.
وعلى اثر هدا الهجوم البربري والممنهج والدي يفضح ويعري عورة شعارات المرحلة ( دولة الحق والقانون ، طي صفحة الماضي ، العهد الجديد …) نتوجه بنداء إلى كل الهيئات الحقوقية وأنصار الطبقة العاملة إلى انتداب محامين لمؤازرة العمال المعتقلين ، اد من المفترض تقديمهم إلى المحكمة الابتدائية بخنيفرة يوم غد الثلاثاء ، كما نناشد كل الضمائر الحية إلى الانخراط الواسع في فضح مايحاك ضد عمال مناجم جبل عوام.

عاشت الطبقة العاملة صامدة ومناضلة وموحدة

مناضلين من عين المكان

إننا في جمعية التبادل الثقافي المغربية بهولندا نتأسف كثيرا لما يحدث من أعمال إجرامية ضد العمال المنجميين المعتصمين بجبل عوام، وندين بشدة الهجوم الهمجي والتصرفات اللاانسانية التي يتعرض لها العمال المنجميون من طرف العناصر الظلامية وأجهزة القمع.
هذه التحرشات والممارسات البشعة المتمثلة في الضرب والسب والشتم والاعتقال تتم دون أن يتحرك ساكن في صفوف المعنيين بالأمر ونقصد هنا الحركة النقابية والأحزاب السياسية والجمعيات الأخرى وأجهزة الإعلام الصامتة باستثناء مجموعة من المناضلين الحقوقيين والنقابيين وبعض الفروع النقابية.
كما ندين بصرامة دور أجهزة الدولة التي تتفرج على ما يقع بل أصبحت طرفا فيه واختارت جانب الباطرونا لردع صمود ونضال العمال المعتصمين، يظهر هذا جليا عندما توصلنا صبيحة اليوم بخبر الاعتداء على مجموعة من العمال المعتصمين الذين نقلوا إلى المستشفى بسبب إصابتهم بجروح .
إننا في جمعية التبادل الثقافي المغربية بهولندا نعلن تضامننا الكامل مع العمال المعتصمين ونؤازرهم في محنتهم ونضالهم الكفاحي النبيل والمشروع، ونشد بأياديهم حتى يسقط الظلم والعدوان ويتم تحقيق جميع المطالب المشروعة.
كما نعلن أننا سنقوم بواجبنا النضالي لفضح هذه الممارسات اللاانسانية في صفوف الجالية المغربية والمنظمات الحقوقية والنقابية والسياسية وبهولندا بما تأتى لنا من إمكانيات.

تحية نضالية من هولندا – 6 غشت 2007
المكتب المسير للجمعية –
سعيد فكري
منى صاحب
جمال الوجدي